السعادة في التفاصيل، تلك اللحظات والتصرفات الدقيقة في حياتنا اليومية التي إن لم نقدرها حق قدرها خسرنا ما لا أحصيه، عن بسمة من حبيب تشع حباً في وجهك أتحدث، عن صوت نزول المطر المحبب إلى النفس في يوم شتاء قارص، عن سؤال أحدهم عنك عندما تختفي عن نظره بضع دقائق، عن برودة الطرف الآخر من […]

هناك حقيقة اكتشفتها في حياتي وهي أن الناس لا تريد التواصل فعلاً، وسائل التواصل هي في العادة وسائل إضاعة للوقت ليس إلّا، قديماً عندما كان يشتاق الشخص لفلان كان يذهب إليه ويزوره مثلاً أو يرسل رسالة مع أحدهم، الآن أمامنا مواقع التواصل، نستعملها في ماذا؟ التواصل؟ هه، يا لها من نكتة! لا طبعاً يستعملها الناس

يجلسون أمام الشاشة قسمين، جهة على اليسار، وجهة على اليمين، ينظرون تارة في الشاشة وتارة على القسم الآخر، بعيون تقدح شراراً، ونظرات تطلق ناراً، الكل متأهب، الكل يتابع، بعضهم واقف، وبعضهم جالس، تنحبس أنفاسهم فجأة ويركز الجميع نظره على الشاشة، الكل يقف، ها هي لحظة الحسم، نعم، يا للهول، هدف هدف هداااااف، صراخ فرحة في

تَخَرَّج أخيراً من الكلية بعد معاناة لسنوات، وأخيراً فكت أصفاد الجامعة وفتحت أبواب الأموال والثراء، وأخيراً سيوفر ما يحتاج من المال ليتزوج، ويشتري تلك السيارة التي كان يحلم بها، ويؤثث شقته الخاصة، استقلالية تامة وأخيراً، أو هكذا ظن هذا المسكين لحظتها، قبل أن يكتشف الوحش قاتل الخريجين، الذي استسلم أمامه الكثير وأنهارات أحلامهم، ذلك الوحش

كل الكوكب مشغول، إلّا أنا، هكذا الأمر دائماً، أنا التافه الوحيد الذي أملك الكثير من وقت الفراغ في هذا الكوكب المليئ بالحكماء الذين لا يضيعون وقتهم ورواد الأعمال والتجار والوزراء الذين لا يملكون ذرة من الوقت لتضييعها، فقط أنا، أنا الوحيد الذي أملك من الوقت الكثير، العجيب أنه حين تسأل هؤلاء الوزراء عن إنجازاتهم في

هل نفسيتك مرتاحة هذا اليوم؟ هل الحياة مبتسمة لك فيه هذه الفترة؟ هل أنت سعيد ومبسوط؟ ما رأيك أن أعطيك الوصفة السحرية لتنكد على نفسك في بضع دقائق فقط؟ نكد على نفسك قبل أن ينكد عليك، الأمر بسيط، افتح الفيسبوك، واذهب إلى أي صفحة اخبارية وابدأ قراءة في التعليقات، ستجد مثلاً خبراً عن بلد عربي

أكره المطاعم الراقية، الفخمة، سمها ما شئت، تلك المطاعم التي يؤكل بها بالشوكة والسكين، حيث يصل التكلف فيها إلى أقصاه، وأسعار الطعام الفلكية حيث سعر وجبة واحدة يكفي لانعاش اقتصاد الدولة، تفتح “المنيو” فلا تفهم منه أي شيء، همممحسناً دعني أسأل الجرسون :-ما اسم هذه الوجبة؟-سوفينياسكجلتير-ما هذه؟ صورتها تدل على أنها عجة بيض، ما هي

أخضر أخضر أخضر، المكان من حوله ممتلئ باللون الأخضر، يبتلع ريقه وهو يتصبب عرقاً، من ينظر إليه يظن أنه يَمْثُل أمام القاضي في المحكمة بتهمة عقابها الإعدام، تزداد سرعة وتيرة تنفسه وهو يخرج الورقة من جيبه ليعيد قراءتها بعيون زائغة ثم يتلفت مرة أخرى نحو كل هذا اللون الأخضر من حوله. في الحقيقة استيقظ هذا

من المؤسف رؤية تأثير النسوية على بنات الجيل الأخير”جيل z”، فحتى كثير ممن لا تعتنق أفكارهم بشكل مباشر، تجدها متأثرة بشكل أو بآخر بها بدون أن تدرك حتى أنها تحمل بعض من هذه الأفكار، فتجد الكثير منهن تصدق بهراء تحقيق الذات في العمل والاستقلالية وتأخير الزواج وما إلى ذلك من أفكار نسوية، الآن كونهم يحملون

هناك ظاهرة أراها منتشرة بشكل أو بآخر في المجتمعات بشكل عام عربية كانت أم أجنبية، من الجيلين ما قبل الألفية “جيل إكس وجيل الطفرة السكانية”، وهي ظاهرة سلبية، لربما نستطيع وصفها بنقص التواصل العاطفي من جهة الأهالي تجاه أبنائهم. أرى أن لهذه المشكلة أكثر من مسبب من وجهة نظري، أول هذه الأسباب هي أنهم ببساطة