
قليل دائم خير من كثير منقطع، قاعدة ذهبية ومثل مهم فهمه وتطبيقه في حياتك العملية، قد لا يتبادر إلى ذهن الإنسان الخيرية في القليل الدائم على الكثير المنقطع، فقد يكون الكثير المقطع أكثر، مثلاً قد تقرأ خمسة أجزاء من القرآن في يوم واحد ثم تنقطع شهراً، وآخر يقرأ صفحتين في اليوم فقط، أليس هذا يعني أنه في المجموع الشخص الأول خمسة أجزاء بينما الثاني قرأ جزئين فقط، فأين الخيرية في الأقل هنا؟ الخيرية في الحالة الإيمانية المستمرة، فأنت حين تقرأ يوماً وتتوقف تكون دخلت في هذه الحالة الإيمانية ليوم واحد فقط، بينما قراءتك اليومية تدخلك في هذه الحالة الإيمانية كل يوم، مما يعزز من رغبتك في العبادة مع مرور الوقت ويعودك عليها مع استمرارك في فعلها، فعندما تقرأ كل يوم من الطبيعي أن تعتاد هذا فتزيد الكمية مع مرور الوقت، بينما قراءتك يوماً واحداً يعني يوماً واحداً من النشاط ثم كسل والتهاء في أمور الدنيا، فقليلك الدائم يعزز ويعطيك جرعة يومية من الإيمانيات، كما يعلمك الصبر فأنت تُصَبّر نفسك كل يوم ولو لفترة قصيرة على فعل شيء معين، ومع الاستمرارية اليومية تعتاد وتصبح أكثر أهلية نفسياً للإكثار، وأسهل على نفسك أن تزيد، لتنتقل من مرحلة القليل الدائم إلى الكثير الدائم بعد أن روضت نفسك وعودتها حتى لا تنقطع إن شاء الله تعالى.
