التافه الأخير

التافه الأخير 20251116 145749 0009

كل الكوكب مشغول، إلّا أنا، هكذا الأمر دائماً، أنا التافه الوحيد الذي أملك الكثير من وقت الفراغ في هذا الكوكب المليئ بالحكماء الذين لا يضيعون وقتهم ورواد الأعمال والتجار والوزراء الذين لا يملكون ذرة من الوقت لتضييعها، فقط أنا، أنا الوحيد الذي أملك من الوقت الكثير، العجيب أنه حين تسأل هؤلاء الوزراء عن إنجازاتهم في أيامهم السابقة توقع الرد البسيط المعتاد، لا شيء!
هم مشغولون نعم بالتأكيد، بماذا؟ لا شيء طبعاً المهم أنهم مشغلولون وأنني التافه الوحيد الذي يعترف أنه لديه الكثير من وقت الفراغ، التافه الوحيد الذي يستطيع الرد على رسائل الدردشة المختلفة بمجرد وصولها، بينما أحتاج انتظاراً قد يطول لساعات أو أيام إن ردوا على رسائلي أساساً، فهم مشغولون كما قلنا من قبل، وعلي أن أراعي ظروفهم وأشغالهم الكثيرة المتراكمة هذه طبعاً، أنا التافه الوحيد الذي أرد على اتصالات الآخرين بينما هم مشغولون ولا يردون على اتصالاتي، وطبعاً أنا التافه الوحيد الذي يدعونني الناس للخروج فأقبل بينما هم مشغولون باجتماعاتهم وإدارة وقتهم الثمين جداً الذي لا يسمح لهم بالتسكع مع التافهين من أمثالي، مشغولون هم جداً، جداً لدرجة أنهم لا يتواصلون معي لأشهر ثم تنتهي مواضيعهم في دقيقتين من بدأ المكالمة، فكما ترى، تستطيع تلخيص أربعة أشهر في دقيقتين كاملتين من كثرة الإنجازات، و انشغالاتهم الدائمة بإدارة شركاتهم وثرواتهم، وكما يبدو، أنا التافه الأخير على ظهر هذا الكوكب المليء بالمشغولين.

اترك تعليقاً