فترة الامتحانات، هي تلك الأوقات من السنة التي تتحمس فيها لفعل أي شيء في هذه الحياة إلّا أن تدرس!
تستيقظ من النوم فتتذكر أنك لم تنظف الغرفة منذ سبعة أشهر، فتقرر توديع زملاء غرفتك العناكب وتبدأ بتنظيفها، تذكر أن عليك أن تغسل الصحون المرمية في المغسلة منذ بضعة قرون من الطحالب التي بدأت تنمو عليها، وتنتبه فجأة وياللمفاجأة أنك ما زلت أعزباً فتبدأ في الغوص في بحر الأحلام السعيدة والعودة في ذكرياتك، تتذكر كيف أن زميلة صفك في الحضانة نظرت في عينيك وأنتما تتقاسمان وليمة فاخرة من “الشيبسي”وعصير المانجا، وتبدأ باختيار أسماء أولادك حينها بعد أن وجدت من تصلح لك زوجة أخيراً، وطبعاً لا يختلف اثنان أنه لا يوجد وقت مناسب أكثر لاختيار أسماء أولادك من الوقت الذي تدرس فيه قوانين التنبؤ بطلب الإنتاج أو كيفية إعداد القوائم المالية، لا تنسى أن تبدأ بالاهتمام بالسياسة فكما لا تعلم أنت نفسك أنت خبير سياسي واستراتيجي محنك، وسيخسر هذا العالم الكثير إن لم تبدأ بتحليل آخر الأوضاع السياسية في بوركينا فاسو، تقرر أن تصبح مثقفاً وتبدأ بالقراءة واحتساء الشاي وتصوير هذه العملية المعقدة على مواقع التواصل لنشر ثقافة القراءة بين الناس طبعاً، وبعد أن نهلت من علوم أول صفحتين في كتاب “كيف تصبح ذكياً في سبعة أيام ونصف” تقرر أن تنشر علمك وحكمتك وتبدأ بالكتابة عن أثر السوفسطائية على ما بعد الحداثة، أو عن إبداع الفنان “رامبرانت” في استخدامه للقتامية في لوحته الشهيرة “دورية الليل”، وحينما تنتهي قرابة منتصف الليل تقرر أنك متعب وأن الوقت قد تأخر لذا عليك أن تذهب إلى النوم حتى تستيقظ فجراً لتدرس بتركيز، وكما قال حكيم ذات يوم: “هنعوض في الفاينل”.